ريتشي- تنازلت عن 48 مليون دولار.. وتدريب الشرق الأوسط طموحي

المؤلف: محمد سعيد09.23.2025
ريتشي- تنازلت عن 48 مليون دولار.. وتدريب الشرق الأوسط طموحي

اضطر اللاعب البرازيلي السابق في صفوف نادي النصر، فينيسيوس ريتشي، إلى التنازل عن مبلغ ضخم يقدر بنحو 48 مليون دولار أمريكي من مستحقاته المالية المتراكمة خلال مسيرته الكروية الزاخرة. هذا التنازل جاء لتيسير انتقاله من أندية معينة، أو لمواجهة الصعوبات المالية التي واجهت بعض الفرق التي دافع عن ألوانها، وذلك وفقًا لما صرح به في حديث خاص مع جريدة "الاقتصادية".

وخلال مسيرته الكروية الحافلة، خاض ريتشي قرابة 13 تجربة احترافية متنوعة في قارات مختلفة، شملت أمريكا الجنوبية، وأوروبا، وآسيا. من بين هذه التجارب، خاض ثلاث محطات في الدوري السعودي، حيث ارتدى قمصان أندية النصر، والتعاون، والوحدة.

وذكر ريتشي في سياق حديثه لـ "الاقتصادية": "لقد واجهت ظروفًا قاهرة اضطرتني فيها إلى التخلي عن جزء من مستحقاتي المالية. كانت هذه القرارات بمثابة حلول لتسهيل عملية الانتقال من نادٍ إلى آخر، أو استجابة للأزمات المالية التي كانت تعاني منها بعض الأندية التي لعبت في صفوفها. ومع ذلك، لست نادمًا على أي قرار اتخذته، فكل خطوة قمت بها كانت بهدف التقدم والازدهار في مسيرتي المهنية".

وأضاف قائلًا: "اليوم، أنا مدرب مؤهل بشهادة معتمدة من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأدير أكاديمية خاصة لتعليم كرة القدم تحمل اسمي (أكاديمية ريتشي لكرة القدم) في الولايات المتحدة الأمريكية. بالإضافة إلى ذلك، أقوم بإدارة وكالة للتبادل الرياضي، تهدف إلى ربط المواهب الشابة الصاعدة من البرازيل بفرص احترافية في عالم كرة القدم الأمريكية والأوروبية. مهمتي الآن تتمحور حول التدريب، وتحفيز اللاعبين الناشئين، وفتح الأبواب أمام الجيل القادم من اللاعبين الموهوبين. لا يزال شغفي بكرة القدم متقدًا بالرغم من اعتزالي اللعب".

وتابع حديثه قائلًا: "طموحي الأسمى في هذه المرحلة يتمثل في العودة إلى سوق كرة القدم في منطقة الشرق الأوسط، ولكن هذه المرة كمدرب. بعد سنوات طويلة من الخبرة العملية الميدانية، والتعلم المستمر، والتفاني في تطوير مهارات اللاعبين، أستطيع أن أقول بكل ثقة إنني الآن على أهبة الاستعداد لخوض هذا التحدي الجديد. أؤمن بشدة بقدرتي على تقديم مساهمة قيمة في المشاريع الجادة والطموحة التي يتم التخطيط لها في المنطقة".

وفي سياق استعراضه لذكرياته مع الأندية السعودية، قال ريتشي: "أشعر بأن نادي النصر قد ألحق بي ظلمًا فنيًا بعدم تجديد عقدي، خاصة وأنني قدمت أداءً قويًا ومتميزًا، وكنت أرى أنني أستحق فرصة الاستمرار في صفوف الفريق. لقد كان هذا القرار مفاجئًا بالنسبة لي، ولكن هذه هي طبيعة كرة القدم، فهي مليئة بالقرارات التي تتجاوز إرادة اللاعب. وعلى الرغم من ذلك، غادرت النادي مرفوع الرأس، وشعرت بالفخر والاعتزاز بما حققته هناك".

وأردف قائلًا: "كل تجربة خضتها في المملكة العربية السعودية كانت فريدة من نوعها، وقيمة للغاية في مسيرتي الكروية. ولكن إذا طُلب مني الاختيار بينها، فسأقول بلا تردد إن الفترة التي قضيتها في نادي النصر كانت هي الأكثر تأثيرًا وإيجابية. لقد كان ناديًا يتمتع ببنية تحتية ممتازة، وجماهير متحمسة، واحترافية عالية المستوى. لقد ساعدني الاحتكاك الذي حظيت به هناك على التطور ليس فقط كلاعب كرة قدم، بل كشخص أيضًا. أما على الصعيد المالي، فقد كان نادي الوحدة هو النادي الوحيد من بين الأندية الثلاثة الذي لم يسدد لي كامل مستحقاتي المالية، ولكنني لا أتذكر بالتحديد قيمة المستحقات المتبقية".

وأشاد لاعب خط الوسط البرازيلي بالإضافة النوعية التي قدمها النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب نادي النصر الحالي، إلى الدوري السعودي للمحترفين، حيث قال: "رونالدو يمثل رمزًا للتفوق والاحترافية العالية، وحتى في سن الأربعين، لا يزال تأثيره قويًا وواضحًا داخل الملعب وخارجه. إن أخلاقياته العالية في العمل، وقيادته المتميزة، وجاذبيته العالمية تبرر بشكل كامل الراتب السنوي الضخم الذي يتقاضاه (200 مليون يورو). الأمر لا يتعلق فقط بما يقدمه على أرض الملعب، بل بالقيمة المضافة التي يمنحها للعلامة التجارية للدوري السعودي ككل. لقد كان وصوله بمثابة نقطة تحول حقيقية، فقد أدى إلى زيادة كبيرة في مبيعات المنتجات المتعلقة بالدوري، وجذب اهتمام وسائل الإعلام الدولية، وجلب المزيد من الرعاة والداعمين، كما ألهم العديد من اللاعبين البارزين الآخرين للتفكير جديًا في الانتقال إلى الدوري السعودي".

واختتم حديثه قائلًا: "هل الأفضل تجديد عقد رونالدو أم توفير راتبه لضم عدد من اللاعبين الموهوبين؟ كلا الرأيين يحملان قدرًا من الصحة. فتجديد عقد رونالدو سيضمن استمرار الاهتمام العالمي بالفريق السعودي، واستمرار قيادته للاعبين داخل غرفة الملابس. ومن ناحية أخرى، فإن الاستثمار في المواهب الشابة قد يحقق توازنًا طويل الأمد للفريق. أما الحل الأمثل، فيمكن لنادٍ مثل النصر أن يجد طريقة لتحقيق كلا الأمرين في آن واحد، من خلال الحفاظ على استمرار رونالدو في صفوف الفريق، مع بناء فريق مستدام وتنافسي في الوقت نفسه".

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة